وُلدت نجاة مكي في دبي عام 1956، وهي فنانة إماراتية رائدة اشتهرت بتفسيراتها الحيوية والمجردة للمناظر الطبيعية في دولة الإمارات. بدأت رحلتها الفنية نتيجةً لشغفها بالألوان والأشكال، مما دفعها إلى الالتحاق بجامعة حلوان في القاهرة. وهناك، صقلت مهاراتها وحصلت على درجة البكالوريوس في نحت الأسطح الخشبية والميداليات عام (1982) ودرجة الماجستير في الحضارة المصرية القديمة (1998) وتلتها درجة الدكتوراه في فلسفة الفن (2001)، مما جعلها أول امرأة إماراتية تتخصص في هذا المجال. وشكلت عودتها إلى الإمارات فصلاً جديداً في حياتها المهنية، حيث بدأت باستكشاف الألوان المُشعّة في سينوغرافيا الأطفال. وتميزت أعمالها الرائدة في الفن التجريدي بحقول واسعة من الألوان الصلبة واستخدامها الفريد لأضواء الأشعة فوق البنفسجية فئة A لتوفر تجربة مشاهدة غامرة للناظرين. وجذب هذا الأسلوب المميز الاهتمام لأول مرة من خلال معرضها الفردي الذي أقيم في نادي الوصل بدبي عام 1987، واستمرت أعمالها اللاحقة بجذب انتباه الجمهور على المستويين الإقليمي والدولي.

تم عرض أعمال مكي الفنية على نطاق واسع داخل دولة الإمارات وفي جميع أنحاء العالم بدول مثل مصر وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة. وأصبحت أعمالها اليوم محفوظة في مجموعات مرموقة مثل متحف الشارقة للفنون والمجمع الثقافي في أبوظبي ومتحف المرأة في دبي. والجدير بالذكر أنها كانت الفنانة الوحيدة في الجناح الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة من بين 15 فنانة ظهرت أعمالها في بينالي البندقية السادس والخمسين عام 2015. وحصلت مكي على جوائز عديدة تشمل وسام الفنون والآداب (2023) وجائزة الإمارات التقديرية (2015) تكريماً لتأثيرها المهم في عالم الفن. وباعتبارها عضواً في مجلس دبي الثقافي وجمعية الإمارات للفنون التشكيلية، تواصل مكي إلهام المشهد الفني والتأثير فيه، حيث تجسد مزيجاً من العمق النظري والابتكار البصري في أعمالها الفنية البارزة.

من شواطئ الإمارات جئتكم ..أحمل في جعبتي مشوار عمري و حكاياتي ،التي بدأت على ضفاف خور دبي، حيث رسمت أول لوحاتي على جدران المنازل و رمال الشواطئ..

من هناك أبحر مركبي، آسرني البحر بزرقته المتجددة، أبصر لونا أخاذا مختلفا في كل يوم..عندما أذهب إلى دكان والدي، أبصر لوحات رسمتها بألوان الورس والحناء و الزعفران..هناك كان لونا أصفرا ، ما بث أن أصبح أحمرا.. ..هكذا بدأت حكاياتي..من حيث تمتزج الألوان على خد أمي التي خلعت البرقع لتوها، فينطبع اللون البنفسجي ممزوجا مع الذهبي ليشكل لوحة عمري

هكذا بدأت حكاياتي… ولدت في بيت جدي في بر دبي منطقة السوق الكبير بالقرب من خور دبي بين حي الفهيدي التاريخي و حي الشندغة التى كانت في طفولتي و لاتزال حافلة بالنشاط التجاري .. وأحيانا كثيرة كنت اكتفى بالوقوف عند البحر بالقرب من العبرة، خاصة فى فصل الشتاء حيث تتجمع النوارس ..كنت أعشق منظر النوارس وهى تتماوج على الماء وما تحدثه من إيقاع جميل بحركات أجسامها يجذبني لونها الأبيض الناصع مع بقع سوداء فى ظرف أجنحتها، هذة التفاصيل لا تمر أمام عينى فقط إنما تنغرس فى ذاكرتى…